متسوّلون يستغلون أطفالهم بافتعال حوادث سير


سباي سات - في سعيهم لجني أكبر مبالغ ممكنة، يلجأ متسولون إلى استغلال أطفالهم في افتعال حوادث سير، عبر إجبار الأطفال على الاندفاع أمام المركبات في الشوارع، بحسب بمصادر رسمية.
ربى (اسم مستعار) أجبرت من قبل عائلتها على التسول منذ طفولتها، إذ تم تسجيل دخولها إلى دور تأهيل المتسولين في أكثر من مرة، إلى أن امتهنت افتعال حوادث السير عبر القاء نفسها على المركبات في الشوارع الرئيسية.
قبل عامين تعرضت ربى، البالغة حينها 15 عاما إلى كسر في عظمة الترقوة نتيجة حادث سير مفتعل، أجرت على إثره عملية جراحية في إحدى المستشفيات الخاصة، تم خلالها تركيب صفائح وبراغ في كتفها، تكفل صاحب المركبة بتكاليف العملية البالغة 7500 دينار، إلى جانب دفع مبلغ تعويض مالي لعائلة الطفلة.
بعد الحادثة بفترة بسيطة عادت ربى إلى التسول وافتعال الحوادث، إلى أن تم ضبطها مؤخرا خلال تسولها، بحسب مدير وحدة مكافحة التسول في وزارة التنمية الاجتماعية ماهر كلوب، والذي أشار إلى أن "قاضي الاحداث أصدر حكما بالتحفظ على ربى لمدة 4 شهور”.
يقول كلوب إنه "منذ التحفظ على الفتاة.. تحاول والدتها تكفيلها بشتى الطرق”، مبينا "ترى العائلة في الطفلة مصدرا لجمع الأموال وإعالة العائلة”. ويضيف "حالة هذه الفتاة ليست استثنائية فغالبية حالات الأطفال المتسولين تبين أنهم يتسولون بإجبار من ذويهم، كما أن الأطفال ملزمون بإعطاء كامل المبالغ التي يجمعونها إلى ذويهم”.
ويلفت كلوب إلى إحدى الحالات التي تم فيها ضبط 4 أشقاء متسولين، "بإجبار من ابن عمهم”، لافتا إلى أن ابن العم قام بتشويه وجه أحد الأطفال عبر قطع الوجه بأداه حادة من الأذن إلى الفك”.
ويتابع "للأسف الحالات التي تعاملنا معها تنطبق عليها ظروف العمل القهري والاتجار بالبشر الواقع على الأطفال من قبل عائلاتهم”.
ويدعو كلوب المواطنين إلى ضرورة عدم إعطاء أي مبالغ مالية، وان كانت بسيطة للأطفال المتسولين، مبينا ان "ذلك ليس مساعدة للأطفال انما مشاركة وتسهيل لذويهم باستغلالهم، إضافة إلى أن التسول غالبا مدخل للأطفال لدخول عالم الجريمة”.
ويشير الكلوب إلى أن وزارة التنمية الاجتماعية من خلال مراكزها تعمل على عدد من برامج التأهيل النفسي والاجتماعي للأطفال المتسولين، لكن الاشكالية تكمن في البيئة التي ينتمي إليها هؤلاء الأطفال حيث يعود الطفل بعد ذلك إلى ذات البيئة الخطرة، مشددا على أهمية التعامل مع هذه الفئة باعتبارهم محتاجين للحماية والرعاية.
وبين أن "الوزارة تقدمت في عدد من الحالات المتعلقة بتسول الأطفال، بشكوى العمل القسري، كما انه تم الحصول على عدد من الأحكام بمدد أطول على أطفال متسولين، حيث تم العمل مع هؤلاء الأطفال على برامج تأهيلية ناجحة”.
وكانت وزارة التنمية الاجتماعية قد ضبطت 299 طفلا متسولا خلال الشهور الثلاثة الاولى من العام الحالي، مقابل 211 طفلا العام الماضي و862 طفلا في العام 2016.
إلى ذلك بين كلوب انه يتواجد حاليا 28 طفلة في دار رعاية الفتيات المتسولات في الضليل، و20 طفلا في دار رعاية متسولي مادبا للذكور.

تعليقات