فلاح يكتب ... " هل يتكرر مشهد العراق 2020 في سورية 2023 ؟؟؟ "

 


بقلم : مهند أبو فلاح 

وكالة سباي سات عمان - التحركات العسكرية الأمريكية التي جرت مؤخرا بالقرب من الحدود العراقية - السورية لفتت أنظار كثير من المراقبين و المحللين في هذه البقعة الملتهبة من الوطن العربي الكبير و فتحت الباب على مصراعيه للتساؤلات عن مغزاها في هذا التوقيت الذي جاء متزامنا تقريبا مع عودة الحراك الشعبي الثوري السلمي إلى بعض المحافظات الجنوبية من القطر السوري الشقيق .


المظاهرات و الاحتجاجات ضد السلطة الحاكمة في دمشق الفيحاء اتسعت رقعتها مؤخرا لتطال بعض المحافظات التي صنفت حتى الأمس القريب موالية لنظام الرئيس بشار الأسد و لا سيما في المناطق الساحلية شمال غربي البلاد على خلفية الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد و العباد على حد سواء منذ بضعة أعوام .


اللافت للإنتباه حقا هو أن التحركات و الحشود العسكرية الغربية ازدادت وتيرتها بشكل متسارع في شمال شرق سورية على نحو ينذر بحدوث ضربة أمريكية أن لم يكن صهيونية للميلشيات الإيرانية التي تتخذ من هذه المنطقة إلى الشرق من نهر الفرات معقلا لها و ممرا استراتيجيا لقوافل الإمداد و التموين القادمة لها من العراق و الأمر ذاته ينسحب على قوات التحالف الدولي التي تتزعمه الولايات المتحدة بحجة مكافحة الإرهاب في تلك المنطقة متخذة من ذلك ذريعة و مبررا لوجودها غير الشرعي فوق التراب الوطني السوري .


القواسم المشتركة بين كافة قوى الاحتلال الأجنبي الدخيل في سورية ايا كانت هويتها امريكية ام روسية أو إيرانية أو تركية هو أنها جميعا بلا استثناء تتخذ من محاربة الإرهاب حجة لبقائها جاثمة على صدور أبناء هذا الشعب المنكوب و نهب خيراته و ثرواته و زعزعة الأمن و الاستقرار في بلاده و هو الأمر المضحك المبكي و لا يبدو أن أياً منها يرغب في الانسحاب و مغادرة هذا القطر العربي لإتاحة المجال أمام أبنائه النجباء لتقرير مصيرهم بأنفسهم دون تدخلات خارجية .


لقد بات من شبه المؤكد أن القوى الخارجية الطامعة في الاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من الكعكة السورية حريصة كل الحرص على إبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه دونما تغيير جذري و هي تسعى جاهدة لتسويق هذا الأمر امام الرأي العام المحلي السوري كما الدولي بحجج أقل ما يقال عنها انها أوهى من خيوط و نسيج العنكبوت ، لذا فلا يمكن أن نتصور قيام حكام واشنطن و حلفائهم الصهاينة في تل ابيب باكثر من مجرد عمليات استعراضية دعائية محدودة لالهاء جماهير الشعب السوري و صرف انظارها عن مواصلة و تصعيد حراكها الشعبي المناويء لنظام الرئيس بشار الأسد .


العمليات الاستعراضية الغربية أو الصهيونية قد تشمل اغتيال و تصفية قيادات في الحرس الثوري الإيراني أو ما يسمى بحزب الله اللبناني الموالي لملالي طهران على غرار ما حدث في مطلع العام 2020 عند اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني في ضربة صاروخية وقعت في بلاد الرافدين و هو الأمر الذي أثار في حينها موجة عارمة من التوقعات باندلاع حرب أو مواجهة مسلحة أمريكية / إيرانية قبل أن يتمخض الجبل فيلد فأرا ميتا لا حول و لا قوة له .


النتيجة المباشرة الوحيدة لعملية اغتيال سليماني في حينها تمثلت في إجهاض الحراك الثوري الشعبي العراقي الذي انطلق في شهر تشرين الاول / اكتوبر من العام  2019 ضد السلطة الحاكمة في المنطقة الخضراء ببغداد الرشيد و المحسوبة على إيران ولاية الفقيه حيث ركن كثير من المواطنين العراقيين العاديين البسطاء إلى الهدوء مكتفين بمتابعة تطورات الموقف و اخر المستجدات على شاشات الفضائيات قبل أن توجه جائحة كورونا ضربة قاضية مميتة للحراك الثوري العراقي الذي أسهمت كثير من الجهات في الاجهاز عليه و من بينها التيار الصدري الذي ما فتيء يحاول تقديم نفسه باعتباره معارضا لأحزاب السلطة الحاكمة في بغداد من داخل و قال العملية السياسية التي صممتها بلاد العم السام ( الولايات المتحدة الأمريكية ) على مقاس الزمر الطائفية المتدثرة بعمامة ولاية الفقيه الخمينية ، فهل يتكرر مشهد العراق 2020 في سورية في العام الحالي 2023 ؟؟؟!!!!!

تعليقات