فـراعنة يكتب... دوافع بايدن الانتخابية

 


بقلم : حمـــادة فـراعنة


وكالة سباي سات الأخباري - تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الذي يبحث على أن الأسلحة المقدمة منها للمستعمرة قد سببت الأذى للمدنيين الفلسطينيين، يثير الضحك مثلما يثير الاشمئزاز ، وكأن إصابات المدنيين الفلسطينيين قد شملت الأفراد أو العشرات أو المئات، وكأن مظاهر الدمار الذي سببته الصواريخ والقذائف والطائرات وهي مصدرها وصناعتها أمريكية وقدمتها الولايات المتحدة للمستعمرة والبعض منها قدمته واشنطن بعد 7 اكتوبر .


فعلاً تقارير واحاديث واهتمامات أمريكية تثير الاستغراب أن تلجأ الولايات المتحدة إلى وضع نفسها في موقع عدم المعرفة، وأنها تبحث وتسعى للتدقيق عما ترتكبه المستعمرة من آثام وجرائم لعشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم، وتجويع شعب بأسره في قطاع غزة بشكل متعمد مقصود ومعلن من قبل قادة المستعمرة العسكريين والمدنيين، هم قالوا ذلك، هم يتبجحون من أنهم يفعلون ذلك كجزء من معركتهم واجتياحهم لقطاع غزة، وأنهم مضطرون للسماح لبعض الاحتياجات الضرورية من غذاء وعلاج لإدخالها، فيتم ذلك بشكل محدود الى قطاع غزة .


لولا الولايات المتحدة، لولاها، انها قدمت الغطاء السياسي مع البلدان الأوروبية الأربعة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا عبر البيان الخماسي مرتين ، ومنعت اكثر من مرة إصدار بيان من قبل مجلس الأمن ، لما تمادت المستعمرة في غيها وجرائمها المعلنة المكشوفة العارية من أي غطاء لاخفاء حجم الجرائم والقتل والتدمير الذي فعلته قوات المستعمرة بشعب غزة الفلسطيني.


دوافع إدارة بايدن للتراجع النسبي والاهتمام الخفيف، والنقد الخجول للمستعمرة لا يعود لسبب اكتشاف واشنطن جرائم المستعمرة وتماديها، بل يعود لسبب جوهري له علاقة بالانتخابات الرئاسية الاميركية، حيث تقود قيادة الجالية الفلسطينية برئاسة جون ضبيط رئيس المجلس الفلسطيني الأميركي، ومعه قيادات الجاليات العربية والإسلامية والافريقية الذين عبروا عن رفضهم لنيل الرئيس المرشح عن الحزب الديمقراطي ثقتهم ، وأعلنوا أنهم سيضعون ورقة بيضاء في صناديق الاقتراع ، كما أن قادة هذه الجاليات رفضوا استقبال لجنة إدارة حملة الرئيس بايدن الانتخابية في العديد من الولايات الاميركية، مما يكشف أن نتائج الانتخابات الرئاسية باتت محسومة ومؤكدة ضد مرشح الحزب الديمقراطي سلفاً، طالما ان أصوات الجاليات العربية والإسلامية والافريقية و الاميركية اللاتينية، لن تذهب إلى مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، خاصة وأن انحياز هذه الجاليات في دورة انتخابات 3/11/2020، هو الذي سبب فرص النجاح ووفر الفوز للرئيس بايدن خاصة لدى الولايات الذين أطلقوا عليها «المحيرة» بين المرشحين بايدن وترامب، ولولا أصوات الجاليات العربية والإسلامية والافريقية واللاتينية لما تحقق النجاح للرئيس بايدن أمام مرشحه الجمهوري الرئيس المهزوم ترامب في تلك المحطة الانتخابية من شهر تشرين الثاني نوفمبر 2020.

الكاتب والمحلل السياسي: حمـــادة فـراعنة

تعليقات