بقلم : توفيق المبيضين
وكالة سباي سات - الاخباري - بدأت مشكلة آفة المخدرات و منذ فترة ليست بقصيرة ، تؤرق مضجع المجتمع الاردني بأكمله ، ومع كافة الجهود المبذولة والمشكورة من قبل نشامى مكافحة المخدرات في الأمن العام ونشامى القوات المسلحة بحرس الحدود والجمارك ، لا زلنا كل يوم نسمع بتزايد هذه “المصيبة” وتناميها في مجتمعنا … بدلالة عدد القضايا المتنامية والمعروضة أمام المحكمة ، ما يدفعنا للتفكير مليا ، والتساؤل ، من يقف وراء هؤلاء من (الداخل) ، ومن يومولهم ويقدم لهم الدعم المادي والمعنوي وحتى الدعم القانوني الذي لفت إنتباهي كثيرا …؟
ما شد إنتباهي اليوم ، حين قرأت ونشرت ، حُكما للمحكمة بحق متهم تم حبسه عدة أيام بعدها استبدل الحبس بالغرامة ، قيل أنه شقيق لوزيرة سابقة ، بتهمة حيازة سلاح ناري دون ترخيص ، وله أسبقيات في بيع و ترويج المخدرات “على كثير من الأشخاص” ، بحسب الحُكم والخبر ، وبحسب قرار المحكمة ، فقد أفاد المتهم ، ان المُسدس هو هدية من معالي( …) ، وسواء كان معاليه وزيرا سابقا أو حاليا ، فهو لا شك فاسد ، وأعتبره أفسد من مروج المخدرات نفسه ، ولا أدري هل المسدس من أملاك الدولة والمال العام ، أم من “جيبة” معاليه الشخصية ، ولن أتطرق لشقيقته صاحبة المعالي ، حيث لا يؤخذ الشخص بذنب غيره حتى لو كان شقيقه أو إبنه ، وعلى الأغلب فإن معاليها كانت تعلم بسلوكيات وأفعال شقيقها ، فمن غير الممكن أن يتم إلقاء القبض على شخص يبيع و يروج المخدرات وعلى كثير من الأشخاص ، بحسب المحكمة ، ولديه ملف لدى إدارة مكافحة المخدرات ، وشقيقته لا تعلم… ، ولن اتوسع بخصوصها .
لنعود إلى صاحب المعالي والعطايا من المسدسات ، والذي لم يُذكر ولا نعلم حتى اللحظة ، أهو وزير حالي أم سابق…، فهل “معاليه” يعلم بسلوك وتاريخ هذا الشخص حين قام بإهدائه المسدس ، ونحن نقول “إهداء ” ، إعتمادا على اقوال المحكوم المُدان شقيق الوزيرة ، للمحكمة المعنية الموقرة ، ولا ندري ولا نعلم ، فعليا ، هل “معاليه” قام بإهدائه المسدس فعلا ، لكونه صديقه المقرب مثلا ، ام لكونه شقيق زميلة سابقة ، أم قام ببيعه إياه وإستفاد بضعة آلاف من الدنانير ..؟؟ هذه علمها عن الله أولا ، ومعاليه ، ثانيا ، والشاب المدلل شقيق الوزيرة السابقة ، المحكوم ، ثالثا …
ما لفت إنتباهي إيضا كمية الذخائر التي تم العثور عليها – بحسب ما جاء بقرار المحكمة – حيث كانت عتاد مسدس مختلف الأعيرة عدد (522) طلقة حية، وعتاد رشاش مختلف الأعيرة عدد (1177) طلقة حية، وعتاد خرطوش عيار (9) عدد (3) طلقات… الله أكبر ..!! لماذا كل هذه الذخيرة ؟؟ هل كان سيدخل هذا الشاب في حرب ، ومع من ..؟؟ ومن الواضح ان الشاب المدلل ، لا يهوى صيد الطيور كثيرا ، فكل ما عُثر لديه كان ( 3 ) طلقات (خرطوش) فقط…”يعني مش محرزات” .
اللافت أيضا ، أن كتاب إدارة مكافحة المخدرات للمحكمة ، كما ورد في قرارها ، وهنا أقتبس ” فقد قام المشتكى عليه ببيع وترويج المواد المخدرة على مجموعة كبيرة من الأشخاص ” ، لفت انتباهي كلمة (بيع) ، وكلمة بيع ، يعني تاجر ، إذا هو تاجر مخدرات ، وتاجر المخدرات هذا ، صديقا لصاحب المعالي ، وتقديرا للصداقة الوفيّة ، اهداه مسدسا ..!! فعلا ، ونعم الصداقة …
الملفت للنظر ايضا ، هذه الذخائر ونوعيتها وتعدد قطع الاسلحة الخاصة بها ، منها عتاد رشاشات “مختلف الأعيرة” وعتاد مسدسات “مختلف الأعيرة وقلمين بداخلهما كاميرة” ..، فاين هذه الرشاشات والمسدسات جميعها ، ام انه ايضا يتاجر بالذخائر وبدون ترخيص ..؟؟
في الختام ، أُهنئ صاحب المعالي بهذه الصداقة الوفيّة ، وأُعزي الوطن بهكذا وزراء ، وأتسائل ، كم كان لدينا مثلهم سابقا ، وهل لدينا منهم الآن ..؟؟ والباقي عندكم …وللحديث بقية…
مدير تحرير ديرتنا الأردنية الإخبارية
info@deeretnanews.com
تعليقات
إرسال تعليق